ما هو الوقوف العائلي؟

تأثير نتائج الوقوف العائلي الجيدة علي نفس الإنسان، يتعدى بمدى أبعد العمل بالعلاج النفسي المعتاد.

نحن نتبع بلا وعي قدر شخص سالف، حرم من الانتماء أو عانى قدرا صعبا أو أحتقر، هذا الشخص يؤثر بطريقة مباشرة علي حياتنا. ولهذا السبب، ليس باستطاعتنا الوصول إلي هدف من أهدافنا أو القيام بأفعال نحن نرغب القيام بها. وهذا كله مرتبط بمعاناة نفسية أو بمرض جسدي. هذا التصرف يقودنا في النهاية إلي الخسارة وعدم النجاح في مجالات حياتنا المختلفة. أو يقود بنا إلي هدم العلاقة الزوجية.

نحن لا نبحث بالوقوف العائلي عن المذنب أو المظلوم، عن الصحيح أو الخطأ، بل نظهر الاشتباك الذي يكون سببه الأصلي الحب الأعمى، واتباع قدر شخص سالف من أحد أفراد العائلة، لإعادة قدره، وعند إدراك هذا الاشتباك وإظهار الغامض إلي النور، فنحن هنا نستطيع تحويل وتغير هذا القدر إلي الأفضل، بحب وتقدير جديد وبوعي تام.

حسب طريقة بيرت هيلنجر في العمل لمساعدة الإنسان  للتغلب علي الأزمة النفسية أو المشكلة العائلية أو المعاناة من مرض معين. لأنه ينظر إلي العائلة كنظام مرتبط ومشتبك ببعضه البعض، ولا يمكن التخلص منه بسهولة، أو الابتعاد عنه بأسلوب  رخيص. لأننا نحن جميعنا نخضع تحت تأثير الأفعال والأحداث التي حصلت داخل عائلاتنا الأصلية.

في حالة حدوث حدث فظيع أو قدر صعب  لأحد أفراد النظام العائلي، أو حرم  أحدهم من الانتماء العائلي. هكذا يؤثر قدر هذا الشخص علي النظام العائلي ككل ولأجيال قادمة.  فيعاد قدره من أحد الأفراد الذين يأتون من بعدة. هذا ما نسميه بالاشتباك العائلي، وهذا يتم بلا وعي مدرك.

 

الأمور التي تحدث بلا وعي، والتي بدورها تسبب أمراضا جسدية أو نفسية أو مشاكل وقلق داخل العائلة، يمكن تغيرها إلي درجة الوعي والإدراك وإظهار الغامض إلي النور عن طريق جلسات الوقوف العائلي. هنا نحول الاشتباك غير المدرك إلي إدراك تام للأمور التي تحدث داخل العائلة، لإعادة جريان الحب الحقيقي، بدلا من الحب الأعمى الذي عادة يسبب المأساة.

 

والذي يحاول البحث في تاريخ العائلة، فهو سيصل إلي نتائج مفاجئة.(الحب ـ الكراهية،  الذنب ـ عدم الذنب، الرحمة ـ النقمة، التسامح ـ البغض، الضمير الحسن ـ الضمير المؤلم، النظام ـ الفوضى، التواضع ـ الخنوع، احترام الوالدين وتقديرهم أو التعالي علي الوالدين وعدم تقديرهم).  

  نتائج تأثير الوقوف العائلي 

ـ الوقوف العائلي يحافظ علي التوازن بين الأخذ والعطاء، الذي هو أساسيات كل علاقة بين اثنان.

ـ تقوية وترسيخ العلاقة الزوجية بالحب الخالي من المتطلبات.

ـ إيجاد حل للمشكلة العائلية في الحديث بطريقة تحليلية داخل النظام العائلي. والتدرب علي التفكير النظامي في المجتمع.

ـ هذا العمل يساعد الأشخاص الذين يرغبون بتوضيح الأمور داخل العائلة.

ـ حل المشاكل العائلية، وذلك بالنظر إلي الأمور الغامضة داخل العائلة الأصلية. التي يصل تأثيرها إلي العائلة الحالية، أي بين الزوجين.

ـ يساعد في التخلص من شعور ثقيل علي القلب والصدر. هذا الشعور يقف عادة موقف مجابها للشعور بالسعادة. الحب الحزن القلق الكره الهم الخوف الانتقام الحقد الكآبة وغير ذلك من الشعور الذي يحجب عنا الشعور بالسعادة.

ـ يساعد في التغلب علي الحياة الروتينية المعتادة، للوصول إلي حياة ممتعة وغنية بالتطور النفسي.

ـ يساعد في تقوية الدعم النفسي للأشخاص المصابين بمرض جسدي مزمن أو مرض قاتل. في بعض الأحيان يساعدهم في التغلب علي هذه الأعراض للوصول إلي شفاء تام.

ـ هناك نطاق آخر للرابطة القدرية بين المرض والنفس والعائلة، وعند القيام بالوقوف العائلي يمكن إظهار القصد الخفي للمرض، هو في العادة الرابطة المشتبكة بألم شخص آخر من ضمن النظام العائلي. 

ـ ليس المهم في هذا العمل، البحث عن المذنبين للأحداث بين أفراد العائلة، بل هو للمعرفة وإظهار الغامض إلي النور لزوال الاشتباك وتأيد الأمور كما هي. لأن كل ما حدث في زمن سابق لا يمكن تغيره الآن. بل يمكن النظر إلية بوعي حتى نستطيع كسب القوة منه.  

ـ يساعد في إيجاد حل مشاكل معينة أو أسئلة غير واضحة في نطاق العمل والوظيفة.

ـ الوقوف في مجال العمل: إنه يخدم ويسهل التفاهم بين الزملاء والعاملين في المصلحة، وفي الدرجة الأولي تطوير العمل لمصلحة المجموعة. وهنا يصبح الرضاء بين المدير والعاملين، وهذا الجو يؤثر تأثيرا إيجابيا في المؤسسة أو الشركة أو المدرسة أو غيرها من المؤسسات والشركات، ويزيد التطور والإنتاج. 

 

حِكم للروح 

ـ إذا أردنا الشفاء من مرض معين، فيجب أن نستمع إلي ما تقوله لنا أنفسنا.

ـ جميعنا نسير الطريق في اتجاه واحد وعلي هذا الطريق يصحبنا الضمير ألا نهائي والكلي.

ـ ما دام الإنسان لا يستطيع مقابلة غيره بعيون الرحمة وحب القلب، فهو ما زال في هروب مستمر من نفسه.

ـ ما دام الإنسان لا يسمح لمن يعيش معه ومن حوله الوصول إلي ما بداخل نفسه، فهو لن يجد الطمأنينة  أبدا.